المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 31/01/2009 العمر : 57
موضوع: قصيده رايعه للاصمعي الإثنين يوليو 22, 2013 12:14 am
رق، فجلسنا للأكل، وإذا بأعرابي ينسف الأرض نسفاً حتى جلس من غير نداء، فجعل يأكل والسمن يسيل على كراعه فقلت: لأضحكن الحاضرين عليه فقلت: كأنك أثلةٌ في أرض هش ... أتاه وابلٌ من بعد رش فالتفت إلي بعين مبحلقة وقال لي: الكلم أنثى والجواب ذكر وأنت: كأنك بعرة في إست كبشٍ ... مدلاةٌ، وذاك الكبش يمشي فقلت له: هل تعرف شيئاً من الشعر أو ترويه؟ فقال: كيف لا أقول الشعر، وأنا أمه وأبوه؟ فقلت له: إن عندي قافية تحتاج إلى غطاء؟ فقال: هات من عندك. فغطست في بحور الأشعار، فما وجدت قافية أصعب من الواو المجزومة فقلت: قومٌ بنجدٍ قد عهدناهم ... سقاهم الله من النوّ قلت: أتدري النو ماذا؟ فقال: نو تلالا في دجى ليلةٍ ... حالكةٍ مظلمةٍ لو فقلت له: لو ماذا؟ فقال: لو سار فيها فارس لانثنى ... على بساط الأرض منطو فقلت له: منطو ماذا؟ فقال: منطوي الكشح هضيم الحشا ... كالباز ينقضُّ من الجو فقلت له: الجوُّ ماذا؟ فقال: فاعلوا لما قد عيل من صبره ... فصار نجوى القوم ينعوْ فقلت: ينعو ماذا؟ فقال: ينعو رجالاً للقنا شرعت ... كفيتُ ما لاقوا وما يلقُوا قال: فعلمت أنه لا شيء بعد الفناء، ولكن أردت أن أثقل عليه فقلت له: ويلقوا ماذا؟ فقال: إن كنت ما تفهم ما قلته ... فأنت عندي رجل بو فقلت له: البو ماذا؟ فقال: البوُّ سلخٌ قد حشي جلده ... يا ألف قرنانٍ، تقوم أو فقلت له: أو ماذا؟ فقال: أو أضرب الرأس بصوَّانةٍ ... تقول في ضربتها فوّ فخفت أن أقول له: فو ماذا؟ فيضربني ويكمل البيت. فقلت له: أنت ضيفي الليلة. فقال: لا يأبى الكرام إلا لئيم. فقلت لزوجتي: اصنعي لنا دجاجة، ففعلت فأتيته بها وجئته أنا وزوجتي وابناي وابنتاي وقلت له: فرق يا بدوي. فقال: الرأس للرأس، وأعطاني الرأس، وقال: الولدان جناحان، لهما الجناحان، والبنتان لهما الرجلان، والمرأة لها العجز، وأنا زائر لي الزور، وأكل الدجاجة ونحن ننظر إليه وبنا نتحدث. فلما أصبحنا قلت لزوجتي: اصنع لنا خمس دجاجات ففعلت وأتيته بالدجاج وقلت له: أقسم يا بدوي. فقال: تريد شفعاً أو وتراً. فقلت: إن الله وترٌ يحب الوتر. فقال: كأنك تريد بالفرد. فقلت: نعم. فقال: أنت وزوجتك ودجاجةٌ، وابناك ودجاجةٌ، وابنتاك ودجاجةٌ وأنا دجاجتان. فقلت: لا أرضى بهذه القسمة. فقال: كأنك تريد شفعاً. فقلت: نعم. فقال: أنت وولداك ودجاجة، وزوجتك وبنتاها ودجاجة، وأنا وثلاث دجاجات، والله لا أحول عن هذه القسمة. قال الأصمعي: فغلبني مرتين مرة في الشعر ومرة في الدجاج ثم انصرف، انتهى. المصدر